ينبري العديد من الباحثين والكتاب طوال هذا العام في البحث والكتابة عن المناسبة الوطنية العزيزة والرائعة والتي يطلق عليها «المئوية الأولى من عمر المملكة الأردنية الهاشمية»، التي قادها وكان أول ملوكها «عبدالله الأول» ابن المنقذ الأعظم قائد الثورة العربية الأولى الشريف «الحسين بن علي». ومن وقتها نال الأردنيون حقهم بالاستقلال، وعبروا عن فخرهم ببناء هذا الصرح العربي الذي يتصدر الوطن العربي الذي يمتد من المحيط الى الخليج.
هذا الصرح الذي بناه الهاشميون يدا بيد مع الآباء والأجداد من الشعب الطيب المعطاء ومن ذوي العزم والارادة، وليعلو الصرح وتبرز الهوية الوطنية الأردنية الجامعة، وتستكمل السيادة الوطنية ويتحقق الاستقلال بعزم الشعب وقيادته، وتنطلق عملية التنمية والتنظيم وتتطور اساليبها، رغم قلة الموارد والأوضاع الاقتصادية القاسية والظروف المعيشية العسيرة على المواطنين، والتي يرافقها في الظرف الراهن ارتفاع نسب الفقر والبطالة عدا عن تحديات الموقع الجيوسياسي للاردن، التي تعكسها الأوضاع الأمنية والسياسية التي تعيشها المنطقة من حولنا، وفي الوقت الذي يصمم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني فيه، على أن لا يتخلى عن ثوابته، اذ ان لاءات جلالة الملك الثلاث واضحة لا للتوطن، ولا للوطن البديل، والقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية خط أحمر.
وفي عام الاحتفالية بمئوية تأسيس الدولة الأردنية (9121–2021)، هاهو الخبير التنموي والباحث السوسيولوجي عصام الزواوي قد سارع الخطا وواصل العمل ليستكمل رصد مئة شخصية من بناة الأردن الأوائل، لكي يطلع أبناء الأردن، وخاصة من هم على مقاعد الدراسة، على بطولات وأعمال وتضحيات قام بها الرعيل الأول من أبناء الأردن، وما قدمه هؤلاء الرجال من أفكار ورؤى ومشروعات أسهمت في بناء الدولة، فيقدم شخصيات أردنية كان لها دورها البارز والفاعل في بناء الدولة الأردنية. أما المنهج الذي اتبعه فقد ركز على أبرز المحطات والمفاصل المهمة في حياة كل واحد من تلك الشخصيات، ويربطها بمجريات الأحداث.
بعض الشخصيات الأردنية التي تناولها الكتاب عاصرت خمسة ملوك آل هاشم، وشاركت في الثورات والمعارك العربية الكبرى وفي الأحداث السياسية، بدءا من معارك الثورة العربية الكبرى ثم تأسيس الامارة وتوطيد أركانها، ومن خلال المؤتمرات الوطنية والمجالس التشريعية وتأسيس الأحزاب السياسية، بما شهده الأردن من أحداث بارزة مثل نيل الأردن للاستقلال، وقيام المملكة الأردنية الهاشمية ووضع الدستور، ومشاركة الجيش العربي الأردني في حروب الدفاع عن فلسطين،وتوحيد الضفتين وجلوس الملك الحسين الباني على العرش.
والآن تتواصل مسيرة مملكتنا العامرة وانجازات أبنائها،مع عبد الله الثاني يدا بيد، جيل يسلم الراية الأردنية الخفاقة لجيل جديد، هذا الجيل الذي أعد وتسلح بالقيم والمبادئ والمثل العليا، التي بنيت عليها الدولة الأردنية، في وطن بني وشيدت أركانه بارادة وعزيمة شعبه الأمين وقيادته الهاشمية الرشيدة.